قال الأستاذ ميليه :" إن اللغة العربية لم تتراجع عن أرض دخلتها لتأثيرها الناشئ من كونها لغة دين ولغة مدنية ، وعلى الرغم من الجهود التي بذلها المبشرون ، ولمكانة الحضارة التي جاءت بها الشعوب النصرانية لم يخرج أحد من الإسلام إلى النصرانية ، ولم تبق لغة أوربية واحدة لم يصلها شيء من اللسان العربي المبين ، حتى اللغة اللاتينية الأم الكبرى ، فقد صارت وعاءً لنقل المفردات العربية إلى بناتها ".
.
.
قال المستشرق الألماني فرنباغ :" ليست لغة العرب أغنى لغات العالم فحسب ، بل إن الذين نبغوا في التأليف بها لا يكاد يأتي عليهم العدّ ، وإن اختلافنا عنهم في الزمان والسجايا والأخلاق أقام بيننا نحن الغرباء عن العربية وبين ما ألفوه حجاباً لا يتبيّن ما وراءه إلاّ بصعوبة".
ولم تعد هذه الظاهرة قاصرة فقط على الأسماء، بل امتدت - للأسف — لتشمل الأفعال أيضاً، حيث استخدمت فى الآونة الأخيرة أفعال إنجليزية معينة صيغت بحروف عربية مثل: - "يفنش" من فعل finish ، - "يسنتر" من فعل center ، - "يدلّت" من فعل delete ، - "يكلشر" من فعل culture ، - "يفوّل" من فعل fill ، - "يكنسل" من فعل cancel ، - "يفرمت" من فعل format ، - "يشرّج" من فعل charge ، - "يسيّف" من فعل save ، - "يدبلر" من فعل double ، - "يكيّش" من فعل cash ، - "يشيّك" من فعل check ، - "يسطّب" من فعل set up ، - "يستّل" من فعل settle ، - "يهنّج" من فعل hang.
المستشرق الألماني نولدكه ، عن العربية وفضلها وقيمتها : " إن اللغة العربية لم تَصِرْ حقّاً عالميةً إلا بسبب القرآن والإسلام ، وقد وضع أمامنا علماءُ اللغة العرب باجتهادهم أبنيةَ اللغة الكلاسيكية ، وكذلك مفرداتها في حالة كمالٍ تامٍّ ، وأنه لا بدّ أن يزداد تعجب المرء من وفرة مفردات اللغة العربية ، عندما يعرف أن علاقات المعيشة لدى العرب بسيطةٌ جداً ، ولكنهم في داخل هذه الدائرة يرمزون للفرق الدقيق في المعنى بكلمةٍ خاصّةٍ ، والعربية الكلاسيكية ليست غنيّةً فقط بالمفردات ولكنها غنيةٌ أيضاً بالصيغ النحوية ، وتهتمّ العربية بربط الجمل ببعضها.