وهكذا تقوم الجامعات الأجنبية بترسيخ حالة التبعية الاقتصادية في العالم الثالث وتعزيزها.
الجامعة الأمريكية بين النشاط العلمي والتجارة متعددة الجنسية: التغير الأساسي الذي أسفرت عنه سياسة الانفتاح الاقتصادي، أن مؤسسات التعليم الخاص بوجه عام، والجامعة الأمريكية بوجه خاص، قد حققت زيادات هائلة في مواردها المالية.
وكان على هؤلاء المدرسين أن يوقعوا يميناً يقسمون فيها بأن يوجهوا جميع أعمالهم نحو هدف واحد، هو التبشير، ولم يقبل منهم أن يكونوا نصارى بروتستانتيين فقء بل وجب أن يكونوا مبشرين أيضاً ، ومع الأيام ألغت الجامعة توقيع هذا اليمين، ولكنها لم تلغ مؤداها.
وكذلك تبنى المجتمعون شرعة الاتحاد التبشيري على أن تكون تلك الشرعة هي الخطة التي يحب أن يعمل كل أستاذ عليها.
وتأمل —رعاك الله كما سيأتي- إهمال هذه الجامعة للعلوم الدنيوية النافعة من طب وهندسة وكيمياء وفيزياء وغيرها، وتركيزها على علوم التربية والنفس والاجتماع وغيرها من العلوم التي يسهل من خلالها غزو العقول المسلمة وتدميرها لتعلم وتتيقن أن نفع بلاد المسلمين لا يأتي في قائمتها، كما يظن المغفلون.
بيد أن أهم إنجاز حققته الجامعة في هذا الشأن، الاتفاق الذي أُبرم بين الحكومة الأمريكية والحكومة المصرية في عام 1985م، وبمقتضاه تم تخصيص مبلغ 50 مليون جنيهاً مصرياً من فائض الأموال، التي تمتلكها الولايات المتحدة بالجنيه المصري داخل مصر، وتتسلمها السفارة الأمريكية بالقاهرة، لاستثمارها كوديعة لصالح الجامعة الأمريكية، وتستفيد من عائدها سنوياً.