فمن دعا غائبا أو دعا ميتا وهو بَعيد عن قبره ، وهو يعتقد أن هذا المدعو يَسمع كلامه أو يعلم بِحاله ؛ فقد وقع في الشرك الأكبر ، سواء أكان هذا المدعو نبيا أم وليا ، أم عبدا صالحا أم غيرهم ، وسواء طَلَب مِن هذا المدعو ما لا يقدر عليه إلاّ الله أم طلب منه أن يدعو الله تعالى له ، ويشفع له عنده ؛ فهذا كله شرك بالله تعالى مُخْرِج مِن الْمِلّة ؛ لِمَا فيه من دعاء غير الله، ولما فيه من اعتقاد أن المخلوق يعلم الغيب، ولما فيه من اعتقاد إحاطة سمعه بالأصوات، وهذا كله من صفات الله تعالى التي اختص بها، فاعتقاد وجودها في غيره شرك مخرج من الملة.
وهذا النوع لا يوجب الردة، ولا يوجب الخلود في النار، ولكنه ينافي كمال التوحيد الواجب.
ومن أنواعه: دعاء الأموات، والأصنام، والاستغاثة بهم، والنذر لهم، والذبح لهم، ونحو ذلك.
ثانيًا: حُكم الساحِر: ثبت لنا في المسألة الأُولى حقيقةُ السحر ووجوده واقعًا لا خيالاً، وبهذا عُلم خطأ قول الذين يَنفون حقيقة السِّحر في هذا الزمان، سواء كان ذلك بقصد أم بجهْل، فالحقُّ في هذه المسألة هو ما عليه أهل السنة من إثبات السحر، وإثبات حقيقته، واعتقاد أن تأثيره بإذن الله - تعالى.
.
فإنه لو فعَله نبيٌّ من الأنبياء لكان مشركًا - نسأل الله العفو والعافية.