والكبائر -عباد الله- باب عظيم من الفقه في الشريعة، ينبغي على أمة الإسلام أن يُعْنَوْا بهذا الباب تفقهًا فيه، ومعرفة بنصوصه ودلائله، وحرصًا على البعد عنه واجتنابه؛ ولهذا فإن علماء الأمة في قديم الزمان وحديثه كتبوا في ذلك كتاباتٍ نافعةً، ومؤلفاتٍ مسددةً مفيدةً، ينبغي على المسلم أن يقرأ بعضها أو واحدًا منها ولو مرة في حياته، نصحًا لنفسه؛ ليتعرف على الكبائر والمحرمات، ليتسنى له بذلك اجتنابها والبعد عنها، ومن أحسن ما كتبه العلماء في هذا الباب ما كتبه الإمام الذهبي -رحمه الله- في كتابه العظيم المبارك الكبائر، وهو كتاب نفيس جدًّا، ومؤلَّفٌ نافع، ينبغي علينا -معاشر المؤمنين- أن نحرص على اقتنائه وقراءته بنية اجتناب الكبائر بعد معرفتها؛ اتقاءً لشرها، وبعدًا عن أخطارها وأضرارها على العبد المؤمن في دينه ودنياه.
للسلف أقوال في المعاصي والذنوب، جمعت بفضل الله وكرمه بعضًا منها، أسأل الله الكريم أن ينفعني وجميع المسلمين بها.
لكي تفهم ما معنى الذنب.
تأمل، إنهما ليعذبان -أي في قبورهما- وما يعذبان في كبير، أي ما يعذبان في أمر كبير على الناس، بل هو أمر سهل يسير مستطاع لكل أحد البعد عنه وتركُه، النميمة من السهل على كل أحد أن يبتعد عنها، والاستنزاه من البول من اليسير على كل إنسان أن يستنزه، ولكن لما كان حالهما التهاون وعدم المبالاة، فَعَلا هذا الأمر مع أنه ليس بكبير، ولما كان يُخشى أن يُظَنَّ أن هذا الأمر ليس من كبائر الذنوب ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- تعقيبًا لذلك ما يزيل ما قد يُستشكل فقال: "بل إنه لكبير".
.
خذ هذا التنبيه، فتتعكر حياتك و افعل ما يحلو لك.