كلمة في السياق : إن صلة هذهالمقدمة بمحور السورة واضح ؛ فالمقدمة أقامت الحجة على أن هذا القرآن يسعد ولايشقي ، وفي ذلك دعوة للإيمان به ، والمقدمة بينت أنه مذكر لمن يخشى ، فهي دعوةللخشية ، وللتذكر بهذا القرآن ، أي هي دعوة للإيمان ، فالصلة بينها وبين قولهتعالى وَالَّذِينَيُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ واضحة ، خاصة وقد عرفت على المنزل وهو الله ، وعرفت المنزلوهو القرآن ، وردت على توهمات في شأنه ، كما أن الصلة بين المقدمة وقوله تعالى فيسورة البقرة عن القرآن هُدىً لِلْمُتَّقِينَ وبينها وبين قوله تعالى : أُولئِكَ عَلى هُدىًمِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ واضحة ؛ مما يؤكد أن محور سورة طه هو الآيات الأولى منسورة البقرة ، وسنرى أن الصلة بين مقدمة سورة طه ، وبقية السورة كاملة.
ومعنى هذا المصطلح أن المفسر يفسر الآية جملة واحدة ، ولا يفكك ألفاظها ويفسرها لفظة لفظة كما يُفعل في التحليلي.
وكان جمال الدين أوّل مفكّر مسلم في العصر الحديث يؤكّد بصراحة أنّ السبيل الوحيد لنجاة المسلمين هو العمل بأحكام القرآن وتطبيقها في الحياة 9 ، ويرى أنّ بعث الاُمّة واستنهاضها لن يتحقّق من دون بعث القرآن ، وبعث تعاليمه الصحيحة بين الجمهور , وشرحها على وجهها الثابت ، من حيث يأخذ بها إلى ما فيه سعادتهم دنيا وآخرة 10.