ورد من حديث عبد الله بن عمرو وأبي هريرة رضي الله عنهم أولًا حديث عبد الله بن عمرو: يرويه القاسم بن عبد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا رأيتم الحريق فكبروا؛ فإن التكبير يطفئه».
قال النووي : هذا الحديث قد حَمَلَهُ على ظَاهِرِهِ المقدادُ الذي هو رَاوِيهِ ووافقه طائفة ، وكانوا يَحْثُونَ التراب في وجهه حقيقة ، وقال آخرون : معناه خيِّبُوهُم فلا تُعْطُوهم شيئا لمدحهم ، وقيل : إذا مُدِحْتُم فاذكروا أنكم من تراب ، فتواضعوا ولا تعجبوا ، وهذا ضعيف.
ولهذا جاء التحذير النبوي من الخوض في مثل هذه الأمور ففيما رواه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله r يقول: إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه.