انغلقت إرادتي وتمعق الزمن الموحش فيَّ وانفتحت كل حواسي على البياض.
حتى صديقاتي في المدينة الجامعية، في الصباح يكررن علي نفس الكلام الذي قلته لأمي في الحلم.
أقسم برأس والدته أن لا أحد غيره يدفع.
.
يحدث أن أتساءل بسذاجة الأطفال عن تفاصيل الحياة الصغيرة التي تمر عادية وهي ليست كذلك، أو التحول في لحظة غبن طفولية إلى وردة صفراء أتعبتها أرجل المارة، أو إلى مراهق أنهكته شوارع بلدته المسكونة بصوت الرصاص والأوامر الصفراء التي تستفز كل حواسه، فجلس على حافة الطرقات القديمة يتحين فرص خداع المدينة والظفر بمومس من مومسات الشوارع الخلفية اللواتي تبعن اللذة سرا لزبائن ليسوا دائما شيقين.
تأخذني الإغفاءة الشبيهة بإغفاءة الموت، أبحث عنك وأفتح هذه المرة باب الحكاية على مصراعيه وأرابط في كل الزوايا المظللة لأراك بدون أن تريني وأتتبع كل حركاتك، الصغيرة منها والكبيرة.