عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي ـ يومئذ آدم فمن سواه ـ إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر " رواه الترمذي.
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بقوله : " يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب ، جاءني مَلَك ، فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : إن شئت نبيًا عبدًا ، وإن شئت نبيًا ملكًا ، قال : فنظرت إلى جبريل ، قال : فأشار إلي ، أن ضع نفسك ، قال : فقلت : نبيًا عبدًا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئًا ، يقول : آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد " رواه الطبراني.
وقال:{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} "قال ابن جُرَيْج: لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ: تعظمًا وتجبرًا، وَلا فَسَادًا: عملا بالمعاصي".
.
ثمَّ قال: « هل تفقدون مِن أحدٍ؟» قالوا: لا.
فقد كان صلى الله عليه وسلم مع علو قدره ، ورفعة منصبه أشد الناس تواضعاً ، وألينهم جانباً ، وحسبك دليلاً على هذا أن الله سبحانه وتعالي خيَّره بين أن يكون نبياً ملكاً ، أو نبياً عبداً ، فأختار أن يكون نبياً عبداً صلوات الله وسلامه عليه فهو صلى الله عليه وسلم لم يرض لنفسه أن يتصف بغير الوصف الذي وصفه الله به ، وهو وصف العبودية ، وأنه رسول مبلغ عن الله ، وليس له غاية غير ذلك مما يتطلع إليه الناس، ويتسابقون إليه.