قال البعض : إن خدم فرعون كانوا قد خرجوا بالطفل من القصر بحثاً عن مرضعة له ، فرأتهم أخت موسى.
{وَقَالَتِ} أمُّ موسى {لأخْتِهِ قُصِّيهِ} أي: اذهبي فَقُصِّي الأثرَ عنْ أخيكِ وابحثي عنْهُ منْ غيرِ أنْ يحسَّ بكِ أحدٌ أو يشعروا بمقصودِكِ، فذهبَتْ تَقُصُّهُ {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} أي: أبصرتْهُ على وجهٍ كأنَّها مارَّةٌ لا قَصْدَ لها فيهِ.
وطبيعيٌ أن الطفل الرضيع حين تمر عليه عده ساعات فإنه يجوع ويبكي ولا يطيق تحمل الجوع ، فيجب البحث عن مرضع له ، ولا سيما أن ملكة مصر «امرأة فرعون» تعلق قلبها به بشدّة ، وأحبّته كروحها العزيزة.
استمع فرعون لامرأته وأبقى الصبي بعد أن ألقى اللَّه محبته في قلبه ، وأمر بالبحث عن مرضعة تكفله وترعاه ، وسيقت إليه المراضع من هنا وهناك ، وكل واحدة تود لو يقبل ثديها لتنال المنزلة عند فرعون ، ولكنه عاف الجميع ونفر منهن قبل مجيء أمه {فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وهُمْ لَهُ ناصِحُونَ}.
ولا أحد يستطيع أن يردّ هذه المشيئة ، ولا يمكن مخالفتها أبداً.
٣- ولتعلم أي لتوقن أن وعد الله حق.