وجْه الدلالة من الحديث: وجوب تَستُّر المرأة مع المرأة، وأنه لا يَجوز لها أن تتهاوَن فتَتكشَّف بحُجَّة أنها عند امرأة، وقد دلَّ الحديثُ على أن المرأة يجب عليها أن تستُرَ عند المرأة ما يُغطَّى عادة في بيتها؛ لأن المرأة لا يَجوز لها أن تتعرَّى عند محرمها مُكتفيةً بسَترِ ما بين السرة والركبة.
أمّا الرجل فبطبيعته الهادئة المتريّثة ، و هو الذي تحمّل تكاليف هذا الازدواج ، و لا يمكن أن يتغافل عن عواقب سوء سوف تترتّب على الفراق أحياناً ، و يكون عباء ثقلها على عاتقه في الأغلب , في حينه ، مادام لم ينظر في عاقبته الأمر و ما يترتّب عليه من أثر! إذا كانت المرأة متبرجة وإذا كان الحديث فيه إثارة للرغبات والأحاسيس والعاطفة.
و لعلّ من هذه الدلائل تَوَقان نفس المرأة ذاتها إلى قيام هذه القوامة على أصلها الفطري في الاُسرة , و شعورها بالحرمان و النقص و القلق و قلّة السعادة , عندما تعيش مع رجلٍ لا يزاول مهامّ القوامة و تنقصه صفاتها اللازمة , فيكل إليها هي أمر القوامة! و هذا التفاضل في الذات و المعطيات هو الذي جعل من موضع الرجل في الأسرة موضع القوامة.
و من ثمّ قال الشيخ أبو جعفر الطوسي قُدِّسَ سِرُّه و أمّا الضرب فإنّه غير مبّرح ، بلا خلاف.
.
والحديث الأول جاء في ترهيب المرأة طلب الطلاق إذا كان ذلك من غير عُذر.