س: شابٌّ يُعرِض عن الزواج، يعني: تزوَّج وأنجب ثم طلَّق، ثم يقول: لو تزوجتُ سيشغلني كثيرًا عن طلب العلم، وهو يُحبّ طلبَ العلم، هل يعرض عن الزواج ويتفرغ للعلم؟ ج: هذا يختلف، إن لم تكن عنده رغبة ولا يخاف على نفسه فلا بأس، وإن كانت عنده رغبة في النكاح فعليه أن يبادر بالزواج ويطلب العلم، يجمع بينهما؛ لأن الزواج لا يمنع من طلب العلم.
.
وهذا الحديث موافق — أيضاً — لقوله تعالى: { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } سورة القمر: 17 إذ يفهم من هذه الآية أن الله — عز وجل — يسر القرآن لمن أراد تلاوته وأقبل عليه بقلبه.
صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج، حققه ورقمه محمد فؤاد عبدالباقي، دار عالم الكتب، الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ.
فهو ثقيل في معانيه ومراميه، بمعنى أنه عظيم الوقع على القلوب المؤمنة، تستقبله حين تستقبله وهي وجلة منه، مجلة له، يملكها ولا تملكه، ويحيط بها ولا تحيط به.
أما بعد: فهذه الأحاديث كلها تتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد تقدَّمت آيات وأحاديث في ذلك، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الواجبات، ومن أهم الفرائض، ومن أسباب صلاح المجتمع، فالناس بخير ما تآمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، فإذا ضيَّعوا هذا الواجب فشت فيهم المنكرات، وظهرت فيهم الشرور، وحلت بهم العقوبات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.