وحسب ما نص عليه نظام الهيئة يقوم الملك بعد مبايعته وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة باختيار من يراه مناسبًا على أن يعرض بعد ذلك اختيار الملك على الهيئة لترشح واحدًا منهم ، وفي حالة عدم ترشيحها لأي منهم فعلى الهيئة ترشيح من تراه مناسبًا لولاية للعهد ، وفي حالة عدم موافقة الملك على ترشيح ، تقوم الهيئة بعملية تصويت بين من رشحته والآخر يختاره ، وتتم بعد ذلك تسمية الحاصل على أكثر الأصوات وليًا للعهد.
ذكرى تجديد البيعة السابعة للملك سلمان.
أمَّا الأمر الثاني المهم في هذا البند فهو أنَّ الطاعة لا تكون إلَّا في معروف، وبدهيٌّ أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لن يأمر إلَّا بمعروف، وكان من الممكن أن يقول: «ولا تعصوني» فقط ويسكت؛ ولكنَّه في هذا المقام يضع أسس بناء اللبنة الإسلاميَّة، فهذه البيعة ليست خاصَّةً بزمانهم فقط؛ إنَّما هي إعدادٌ للأُمَّة في كلِّ أزمانها إلى يوم القيامة، والقائد الذي يقوم في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته صلى الله عليه وسلم لا بُدَّ أن يُطاع؛ ولكن ينبغي ألا يُطاع إلا في معروف، والمعروف هو ما جاء من الله عز وجل ومن رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لذا يقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: « عَلَى الْمَرْءِ المُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ».