وكذلك داود عليه السلام الذي صرح الله تعالى بـ جعله خليفة في قوله : يَا دَاُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَق.
وأقل ما في هذا أنه ظن لا يقين فيه: لأن اللفظ - من حيث الأصل اللغوي - محتمل لهذا وهذا دون إمكانية القطع بقدريته ونفي سببيته.
فالابتلاء مذكور ومنصوص عليه كشرط للإمامة، لكن العصمة غير مذكورة في الآية، ولا منصوص عليها في القرآن كله كشرط لها.
صحيح أن الإمامة في الدين تنال بالصبر والابتلاء القائم على اليقين.
وأما الاستدلال بالآية على إمامة علي وبقية الأئمة فقائم على أن العهد الذي هو الإمامة لا ينال ولا يجعل للظالمين.
ثم هل الجعل في الأية قدري أم سببي ؟؟ وهذا جنحتم اليه لأبطال إمامة الصديق رضي الله تعالى عنه وارضاه وصحة خلافته - بل الخلافة الإسلامية على مر التاريخ! أما الأصول فالترجيح لا يصلح حجة إثبات معتمدة فيها دون القطع الخالي تماماً من الاحتمال.