وقد تكلم الجاحظ في البيان والتبيين على الألفاظ والتراكيب وعلى لهجات العرب في البدو والحضر، ثمّ تكلم على الشعراء والخطباء والنساك والمعتزلة، وعلى مكانة البيان العربي بالإضافة إلى عبقرية الأمم، وعلى أن عبقرية العرب إنما هي في لغتهم وبيانهم وشعرهم.
يعمد الجاحظ إلى الموضوع الحقير كالنملة مثلًا، فلا يزال يصف طبائعها ويورد الحقائق على حزمها حتى تعظم في نفسك.
.
ونتوقع أن الكتاب هذا، كان فيه قدرة الجاحظ على التحليل والإبداع البياني، في تناول كتاب الله، مثل الزمخشري، عندما تناول كتاب الله تعالى، فهذا نقله نقلة نوعية.
وهو في الغالب، ينتقي الألفاظ بمعانيها الحقيقية، دون أن يميل بها إلى المعاني المجازية.
يقول الجاحظ: كنت في منزل بن أبي كريمة، وأصله من مرو، فرآني أتوضأ من كوز خزف، فقال: سبحان الله، تتوضأ بالعذب، والبئر لك معرضة.