إن كنت لم ترى الفيلم بعد، كن مستعداً لما ستراه! غض البصر عن الشكاوى أثبتت التحقيقات أن الاتحاد الأمريكي للجمباز كان على علم باعتداء لاري نصار الذي كان طبيبًا لفريق الجمباز الأمريكي على مدار حوالي 29 عامًا، وطبيبًا بجامعة ولاية ميتشغان الأمريكية، وبدلًا من أن يكتفي بعلاج اللاعبات، كان يتحرش بهن في غرفة الكشف، وأحيانًا حتى في وجود ذويهن ، وعلى الرغم من علم الاتحاد بضرورة إبلاغ الشرطة بشكاوى التحرش بالقاصرات، لم يحرك ساكنًا.
وهنا يعلق الناقد بكماستر "إنها لمسة ذكية، أثبتت منذ البداية أن بطل القصة يدرك تماما أن أفعاله لها تداعيات وعواقب، وأنه ليس مجرد ضحية للسلوك المعادي للمجتمع".
يؤكد بحث نرويجي منشور عام 2005، أن التحرش والاعتداء الجنسي في الرياضة، قضية يتم تجاهلها في كثير من البلدان، وعادة ما يكون الإنكار هو الرد الفعل الشائع لدى القادة والمؤسسات الرياضية تجاهه، ورغم أن الدراسات والأبحاث حول هذه القضية نادرة، لكنها باتت تنمو بشكل مطرد منذ الثمنينيات.
لذا رأى بكماستر أن هذا شيء جيد تميز به هذا الفيلم عن أعمال كثيرة أخرى من هذا النوع، بعد أن ظهر على هذا المستوى الرائع من استخدام أدوات الدراما، وما تتضمنه من الشخصيات إلى القصة والأداء، لدرجة تجعله يمثل إنجازا غير عادي، لا تنقصه الأناقة، متسائلا: "ما الفائدة من أن نصنع فيلما عن إطلاق نار جماعي من دون رؤية أو أجندة، لمجرد الرغبة في إعادة سرد أشياء فظيعة بشكل واقعي؟" وبدل ذلك -حسب أليسون تايلور- "يطرح الفيلم أسئلة معقدة حول المزيج المتقلب للقوى الشخصية والتاريخية والاجتماعية التي ربما أدت إلى أحداث المجزرة".
وهو ما يجعل المشاهد يتساءل عن الأهمية الخاصة لهذا المشهد، الذي يمكن مقارنته بالسؤال القديم حول إذا كانت حياة هتلر وبالتالي مسار التاريخ البشري سيسيران بشكل مختلف إذا تم قبوله في مدرسة الفنون؟ وبالمنطق نفسه أيضا: هل كانت الأمور ستسير في طريق المأساة لو كانت والدة الفتى شجعته على النجاح في رياضة ركوب الأمواج؟ والإجابة أنه رغم أن كلا من الكاتب غرانت والمخرج كورزل يعرفان أن بطل الرواية يعاني من مشاكل في الصحة العقلية، ويتعاطى مضادات الاكتئاب، لكنهما لا يستخدمان هذا لتبرير أفعاله أو شرحها، بل حرصا على أن يُظهرا أنه كان لديه أشخاص مهمون في حياته في الفترة التي سبقت المذبحة، وقبل أن يميل نحو الحافة؛ هما والده الخجول أنتوني لابغليا وصديقته الثرية إيسي ديفيس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news.