ناشئة: وهي ما يحدث وينشأ، وناشئة الليل كناية عن القيام والانتصاب للصلاة.
وقد تقدم تفصيل القول فيه.
المحور الثاني: يتحدّث عن الاستقامة على الطريقة الّتي توجب نزول البركات، ويبدأ المحور من قوله: وَأ لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ، ثم ينتقل البيان القرآني إلى التوحيد في العبادة، وأنّ المساجد لله ولا معبود إلاّ الله، وأنّ الإنسان لا يملك لنفسه ضرّاً ولا نفعاً، وأنّ الأُمور بيده تعالى، وأنّه لا يُطلع على غيبه أحداً من خلقه إلاّ الرسول، وإذا أوحى إليه إنّ الناس عامّتهم حتّى المثقّفين في نظرتهم إلى الجنّ على طائفتين: منهم من ينكر وجود الجنّ بتاتاً ويحسب أنّ الاعتقاد بوجودهم اعتقاد خرافيّ لا أصل له، وذلك بحجّة أنّ الموجود يساوي المشهود والملموس بإحدى الحواس، وما كان خارجاً عن صقعها فهو أمر موهوم لا يتَّبع، وهذا تفكير مادّي بحت أثبتت الدراسات العلمية والفلسفية بطلانه، إذ لا يساوق الوجود المشهود، وكم من مخلوقات كانت لا تُرى ولا تقع تحت إدراك الحواسّ، ثم تمكّن البشر، بعد أن تطوّرت وسائله العلمية، من رؤيتها وإثبات وجودها، والعلم بعد لم يصل إلى نهايته لو لم نقل أنّه في بدايته، فمن أين لنا القضاء بأنّ العلم لايصل إلى درجة يقف بها على وجود الجنّ عن كثب؟ ج.