للشورى في عهد الخلفاء الراشدين أمثلة كثيرة، كان منها ما عَقَبَ وفاةَ الرسول مباشرةً؛ حيث كان قدْ أعد جيشًا بقيادة لغزو الدولة البيزنطية، وعسكر الجيش خارج المدينة ينتظر حشد المقاتلين، إلا أنَّ النبي محمَّداً توفِّي في هذه الأثناء، وبدأت.
المجالس الاستشاريَّة في عهد عمر بن الخطاب أمَّا المجالس الاستشارية الثلاثة، فهي: 1- مجلس المهاجرين والأنصار: يتشكَّل هذا المجلس من كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار من ذوي الخبرة والتجربة، فكانوا يُزوِّدون الخليفة بالنصيحة ويتناقشون معه في القضايا المهمَّة، فإذا طرأ أمرٌ يحتاج إلى التدبير كان أعضاء هذا المجلس يجتمعون، والمعروف أنَّ عامَّة المسلمين اعترفوا بتقدُّم المهاجرين والأنصار وأسبقيتهم، فكان اشتراك أعضاءٍ من كلا الجماعتين أمرًا حتميًّا، ومن أعضاء هذا المجلس: العبَّاس بن عبد المطلب، عثمان بن عفَّان، عليُّ بن أبي طالب، عبد الرحمن بن عوف، معاذ بن جبل، أُبيُّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وتُعدُّ أحكام هذا المجالس كافيةً في شئون الحياة اليوميَّة العاديَّة.
الصراع بين علي، ومعاوية الصراع على مصر تجلَّى الصراع بين عليٍّ ومعاوية رضي الله عنهما بأوضح مظاهره في مصر أوَّلًا، ورأى معاوية رضي الله عنه أنَّ الصراع الحاسم بينه وبين عليٍّ رضي الله عنه سوف يدور في هذا البلد، وأنَّ تحييده أو غزوه والسيطرة عليه من شأنه أن يُقوِّي وضعه على الجبهة العراقية - الشامية، وفي المقابل كان عليٌّ رضي الله عنه منهمكًا في حشد العراقيين حوله، ولم تكن مصر من أولى اهتماماته؛ فهي بعيدةٌ جدًّا عن قواعده، ولم يُدرك أهميَّة الرهان عليها -على الأقلِّ في حينه- إلَّا أنَّه دُفع دفعًا إلى الدخول في صراعٍ عليها، وقد حرصت المصادر على إظهاره بأنَّه شخصيَّةٌ سياسيَّةٌ تفتقر إلى المناورة السياسية والدهاء والحيلة، إلَّا أنها تُؤكِّد على خبرته القتالية والعسكرية.