بينما تطرق آخر إلى اللعبة اللغوية في نصوص الأغاني بين العامية والفصحى باعتبار أن الحرية في الفصحى ممكنة فيما تستحيل في العامية، إلا أن ملاحظة الموقف في الأغنية لصاحب الخطاب أو المرسل هو المتحكِّم في نوع الخطاب ودرجته بين قضايا أغنية الحب في صورها العاطفية العذرية والصوفية والبيولوجية، والمازوشية والسادية، والمصلحية والمادية 7.
الأمثلة تشهد عليها ما كتبه كل من شعراء تلك المرحلة مثل بدر بورسلي وسامي العلي ومبارك الحديبي وسليم عبد الرؤوف والملحنون مثل راشد الخضر وسليمان الملا وعارف الزياني.
يخرجنا هذا التحليل من صور الخنثويات الغنائية الظاهرة في تجارب غنائية عربية لم تبدأ مع منيرة المهدية وفتحية أحمد، ولم تستمر مع كل من عبد اللطيف البنا وعواد سالم، ولم تنته مع نبيل شعيل وفايز السعيد وسواهم.
وظهرت حداثاته في مرحلة أولى آنذاك في كتابات أبناء الحواضر العربية في الشام ومصر والعراق وتوزع الخطاب لاحقاً في مناطق أخرى ، مثل : بطرس البستاني وفارس الشدياق ورفاعة الطهطاوي والأب أنستاس الكرملي.
.
.