بين هذه الأحداث تبرز بطولة غالية البقمية في المعركة التي دارت بين أهل الوادي والأتراك والعثمانيين مع الأشراف ، والتي كانت زوجة لأمير وادي تربة الذي كان مريضا أثناء الحرب ، مما دفعها للقيام بدوره أما الجنود حتى أنها أخفت خبر وفاته أثناء المعركة حتى لا يفزع الفرسان.
كان زوج غالية البقمي أحد كبار رجال تربة، معقل قبيلة البقوم، وأميراً على قومه، على الرغم من قول أحد الرحَّالة المستشرقين في تلك الفترة، إنها تملك ثروةً أكثر من أي عائلة عربية، فإن ذلك غير مُجدٍ بالنسبة لأي أحد كان في أي بقعة على وجه المعمورة يحرص على حماية أرضه وتاريخه.
أجزم أنه بقدر ما تشكل المقاتلة الشجاعة غالية البقمي مصدر فخر تاريخياً للمرأة السعودية في الجزيرة العربية، بقدر ما تشكل نقطةً سوداءَ في تاريخ الجيش العثماني، لا يمكن نسيانها على مر العصور، وأتفهم جيداً أن ذلك التاريخ مزعج بالضرورة للسياسة التركية الحالية، وعلى الرغم من مرور مئات السنين من تلك الحادثة، فإنها حقيقة عجز الأتراك عن إنكارها، وشطبها من الأرشيف والتاريخ العثماني المقيت.