اللهم أغثنا قال أنس: فوالله ما في السماء من سحابة ولا قزعة، حتى خرجت من وراء سلع كالترس -يعني السحابة- فأمطرتنا سبتا.
فمراده ما فسره بعد ذلك في قوله: على الضراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر ؛ وذلك أنها إذا نزلت على الجبال فإنها تنفع أكثر؛ لأن نزولها على الجبال يكون منه جريان السيل، بخلاف نزولها على الأرض المنبسطة، فنزول الغيث على الضراب والآكام وبطون الأودية والأماكن المرتفعة ينفع كثيرا، ويصل إلى أمد، ربما يجاوز المكان الذي نزله إلى مكان آخر؛ لأن السيل إذا قويت موارده كانت نهايته أبلغ ما تكون على حسب قوة مورده، فلذلك يسأل الله أن يكون على الأماكن العالية حتى يكون أبلغ في وصول الماء إلى الناس الآخرين، حتى ينتفع به المسلمون، ويكون نفعه عاما لا خاصا بالمكان الذي نزل فيه.
بَاب زَكَاةِ الْخَارِجِ مِنَ الأَرْضِتَجِبُ فِي كُلِّ مَكِيلٍ مُدَّخَرٍ مِنْ قُوتٍ وَغَيْرِهِ بِشَرْطَيْنِ:أَحَدُهُمَا: بُلُوغُ النِّصَابِ، وَهُوَ خَمْسَةُ أَوْسُقٍ وَالْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا وَتُضَمُّ ثَمَرَةُ الْعَامِ الْوَاحِدِ وَزَرْعُهُ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ فِي تَكْمِيلِ النِّصَابِ.
وَلاَ يُؤْخَذُ تَيْسٌ وَلاَ هَرِمَةٌ أَيْ: كَبِيرَةٌ وَلاَ ذَاتُ عَوَارٍ أَيْ: عَيْبٍ وَلاَ تُؤْخَذُ الرُّبَّى وَهِيَ الَّتِي لَهَا وَلَدٌ تُرَبِّيهِ وَلاَ حَامِلٌ وَلاَ السَّمِينَةُ، وَلاَ خِيَارُ الْمَالِ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَكِنْ مِنْ أوَسَطِ أَمْوَالِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَسْأَلْكُمْ خَيْرَهُ وَلَمْ يَأْمُرْكُمْ بِشَرِّهِ».
قِيلَ: مَعْنَاه أَجْمَع لَكَ بَينَ الْتَّسْبِيحِ وَالْحَمْد وَتَبَارَكَ اسمُك أَي الْبَرَكَة تَنَال بِذِكْرِك وتَعَالى جَدُّكَ أَيْ جَلَّتْ عَظَمَتُك ولا إِلهَ غيْرُكَ أَيْ لَا مَعْبُود فِيْ الأَرْضِ وَلَا فِيْ الْسَّمَاءِ بِحَقٍّ سُوَاكَ يَا الله.
والقول الثاني: أن يقوم ويتم، فيكبر كتكبيرات الركعة الثانية ست تكبيرات مع تكبيرة الانتقال، أو خمسا بتكبيرة الانتقال، وجهان للصحابة رضوان الله عليهم في هذا.