قال ابن عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي صلى الله عليه وسلم حي: السلام عليك أيها النبي فلما مات قالوا السلام على النبي وهذا إسناد صحيح، وما رواه سعيد بن منصور من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد فذكره قال فقال ابن عباس: إنما كنا نقول السلام عليك أيها النبي إذا كان حيا فقال ابن مسعود: هكذا علمنا وهكذا نعلم فظاهره أن ابن عباس قاله بحثا وأن ابن مسعود لم يرجع إليه لكن رواية أبي معمر أصح لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه والإسناد إليه مع ذلك ضعيف اهـ.
قال الحافظ: وكأنها بالمعنى واختار أبو حنيفة وأحمد وأصحاب الحديث، وأكثر العلماء تشهد ابن مسعود وهو ما أخرجه الأئمة الستة عنه قال: كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا السلام على الله السلام على جبريل وميكائيل السلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا رسول الله فقال: إن الله هو السلام فإذا صلى أحدكم فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله قال الترمذي: هذا أصح حديث في التشهد.
وهنا التَّحيات أل هذه تكون للجنس؛ جنس التَّحيات التي يُراد بها التَّعظيم والإجلال، وما إلى ذلك، كلّها مُستحقّة لله -تبارك وتعالى-؛ ولهذا كانت اللامُ في قوله: لله تُفيد الاستحقاق.