رواه البخاري 6035 ومسلم 2719.
التوبة من الذنوب العظيمة يخبر الله تعالى عباده أن وتوبته عظيمة وشاملة كلّ بني آدم مهما بلغت ذنوبه كثرة أو عِظماً، فإنّ الله تعالى قادرٌ على مغفرتها كلها، قال الله تعالى في الحديث القدسيّ: قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً ، وفي الحديث القدسيّ بشارة عظيمة لجميع البشر أنه مهما بلغت الذنوب عدداً أو عظماً فإن الله تعالى يغفرها كلّها فلا تعجزه كثرتها ولا يبالي بها، واشترط الله تعالى لتلك أن يدعوه الإنسان ويرجوه، فيدعوه أن يغفر له، ويرجوه أن يقبل منه توبته، فحينئذٍ تُمحى ذنوبه من صحيفة سيئاته، ولقد قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
ومن الجدير بالذكر أن الاستغفار جائز في أي وقت، ومن المهم أن يدعي الشخص بعقل واعي ومُدرك للأمور من حوله، وأيضاً تكون نيته وقلبه حاضرين، وصافيين ومن الممكن الاستغفار بعد أداء الصلاة، مثلما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
أستغفر الله العظيم من كل مال اكتسبته بغير حق.
وقال تعالى وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ، آية 33 الأنفال.
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم بشكل عام لابد من الاستغفار دائماً، فهو إحدى النعم الهامة التي منحها الله لنا، فلا يقنط المسلم من رحمة ربه، ويتأكد من كرمه الكبير، فترديد الاستغفار يجعل الإنسان يُحسن علاقته بالله، ويتقرب أكثر منه بكل الأعمال الصالحة، وبالتالي يغفر الله ذنوبه مهما بلغت كثرتها، ويسعده ويراضي قلبه بالدنيا والأخرة.