فذكر القصة ولم أر في الآثار المسندة أن آصف واطأ الشياطين.
فقول: {وإنه لعلم للساعة} يعني: أن النبي عيسى علم من أعلام الساعة وفي قراءة وإنه لعَلَم للساعة بفتح العين واللام ويعني علامة وآية للساعة لاقترابها ودنو قيامها {وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها} -أي لا تشكُّو فيها- {واتبعون هذا صراط مستقيم 61 }.
قال: ذاك عدونا من الملائكة ولو كان ميكائيل مكانه لآمنا بك؛ إن جبريل ينزل بالعذاب والقتال والشدة على يدي رجل يقال له بخت نصر، وأخبرنا بالحين الذي يخرب فيه فلما كان وقته بعثنا رجلا من أقوياء بني إسرائيل في طلب بخت نصر ليقتله، فانطلق يطلبه حتى لقيه ببابل غلاما مسكينا ليست له قوة، فأخذه صاحبنا ليقتله، فدفع عنه جبريل وقال لصاحبنا: إن كان ربكم هو الذي أذن في هلاككم فلن تسلط عليه، وإن لم يكن هذا فعلى أي حق تقتله؟ فصدقه صاحبنا ورجع إلينا، وكبر بخت نصر وقوي وغزانا وخرب بيت المقدس فلهذا نتخذه عدوا فأنزل الله عز وجل هذه الآية.