وبالَغ في التبتُّل والتقوى والزهد، حتى صار كواحد من الملائكة، يُحدِّثهم ويحدِّثونه، ويصافحهم ويصافحونه، فيروى عنه رضي الله عنه أن الملائكة كانت تسلِّم عليه حتى اكتوى لأجل الاستشفاء من المرض، إلى أن خضع لمرحلة العلاج من أجل فتركته، ثم عادت إليه مرة أخرى بعد أن قضى مدة العلاج.
ودعاء النبي أو الولي سبب والأسباب لها تأثير لكنها لا تنفذ ولا يقع تأثيرها إلا إذا شاء الله.
فضل عمران بن حصين: أبلغ عمران بن حصين لصاحبه مطرف بن عبد الله في فراش مرضه أنّه كانت تسلّم عليه الملائكة، وأوصاه أنّه إن عاش كتَم عنه، وإن لقي ربّه أن يحدّث به إن رغب.
انقطع عنّه سلام الملائكة حين اكتوى بالنّار، ثم عادوا يراجعونه بالسّلام قبل موته.
وعلى هذا فأرى -بعد ما قيلَ مِن أنَّ اجتماع النَّاس قد يكونُ سببًا سريعًا لانتقال هذا الوباء- أن يُصلّي النَّاسُ الجمعة ظهرًا بأربع ركعات في بيوتهم.
فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أبي بن كعب فكان في جواب أبي بن كعب: أن سمرة قد صدق وحفظ.