فقال ابن ملجم: والله لو أمكنتني منها لأخذتها من صماخها.
وقال للبويطي: أنت تموت في الحديد.
وربما قال قائل: إن هذا كان في الجاهلية قبل البعثة أما الآن فإن الكهان لا يستعينون بالشياطين والجواب: بل هذا مستمر إلى الآن ولذلك يرمى إلى اليوم بالشهب وإن كان قليلًا بعدما نزل القرآن وحرست السماء وجبن الجن عن استراق السمع ولذلك قلت إصابتهم عما كان قبل الإسلام، قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: كانت إصابة الكهان قبل الإسلام كثيرةً جداً فلما جاء الإسلام ونزل القرآن حُرست السماء من الشياطين، وأرسلت عليهم الشهب، فبقي من استراقهم ما يتخطفه الأعلى فيلقيه إلى الأسفل قبل أن يصيبه الشهاب، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: "إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب" فاتقوا الله -أيها الإخوة- والزموا حدود الله.