وأما ابن خطل فكان متعلقا بأستار الكعبة، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره فقال: قتله.
وهنا يحاول أبو سفيان قدر المستطاع أن يتجنب الصدام مع المسلمين.
ثم إن أبا سفيان قد سافر إلى غزة للتجارة، وهناك التقى مع هرقل في اللقاء العجيب، وخرج أبو سفيان من هذه المحاورة بانطباع هائل عن رسول الله r، لدرجة أنه خرج يضرب يدًا بيد ويقول: لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة، إنه يخافه ملكُ بني الأصفر هرقل.
حدثت مناوشات في جبهة خالد بن الوليد مع من تجمع من قريش وأصابوا منهم حتى فروا هاربين، ولم يحدث قتال في باقي الجبهات.
ثم ركب بعيره فانطلق.
قريش تدرك الخطأ عُقد مجلس استشاري كبير، جلس فيه مع قادة مكة؛ مع ، ومع ، ومع سهيل بن عمرو، ومع غيرهم من رجال مكة وزعمائها، وبدءوا يفكرون فيما سيفعلونه نتيجة نقض المعاهدة، لوجود انطباع عند قريش وخاصةً عند أبي سفيان أن المسلمين وصلوا إلى مرحلة كبيرة من القوة، وكان من الواضح في صلح الحديبية نفسه أن الغلبة للمسلمين، والقوة والبأس لصالح المسلمين، والتفريط والتنازل في صالح قريش، التي ما كنت تسلِّم بذلك الأمر لولا أنها رأت قوة المسلمين في بيعة الرضوان أو في صلح الحديبية.