وهذا الجواب منه يدل على سعة علمه رحمه الله فإن الدعاء على الأولاد لن يزيدهم إلا فسادا وعنادا وعقوقا ، وأول من يشتكي هذا العقوق هو من تسرع بالدعاء على الأولاد.
.
لقد قلنا آنفًا: إنَّ زكريَّا قد شاخ، وضوى جسمه، وضعُفَت قوَّته، وأصبح مُسنًّا لا يَقْوى على شيء، ولكن عند رؤيته العجَب العُجاب عند مريم - عليها السلام - علم أنَّ الله تعالى يستجيب دعاء عبده إذا دعاه.
قام نبي الله زكريا عليه السلام بكفالة مريم، وجعل مقامها في بيت المقدس، في أشرف مكان: وهو المحراب.
أما فيما يتّصل بالثقة بالنفس فهي لا تناقض التوكل ولا تتقاطع معه.
قال الحسن البصري: كان زكريا إذا دخل على مريم المحراب وجد عندها رزقاً من السماء من الله، ليس من عند الناس، ولو أن زكريا كان يعلم أن ذلك الرزق من عنده لما سألها عنه.