وقد عُرف الذكاء والفِطنة بالرغم أنّه عاصر عدداً ممّن اشتُهروا بهما، وقد عُرف أيضاً ببُعد النظر والحكمة وإصابة الرأي في سائر الشؤون،وقد وافق رأيه رأي الخليفة عمر -رضي الله عنه- في الكثير من المواقف المختلفة ، و كذلك خالف علي بن أبي طالب في بعض الأمور ونال إعجاب الخليفة بها في ذلك الوقت ، وحين ولّاه علي على الشام رفض عبد الله بن عباس الولاية علي الشام ، وأشار عليه بإخبار معاوية بن أبي سفيان بالأمر، حرصاً منه على عدم وقوع أي فتنةٍ بين المسلمين، ممّا يدلّ على بُعد نظره في عواقب الأمور.
ذهبت إليه لأخبره عن حشود الناس على باب بيته، فقال : 'آتنى ببعض الماء للوضوء وقام وإغتسل وتوضأ ثم جلس إلى نفسه، وقال : اخرج وأدعهم وقل: من أراد أن يسأل عن القرآن وحروفه نطقه فإسمح له بالدخول ' فعلت هذا ودخل الناس حتى امتلأ المنزل.
ثم قال لي: اخرجوا وقولوا: من أراد أن يسأل عن القرآن وتفسيره، فإسمحوا له بالدخول ومرة أخرى إمتلأ البيت وأوضح عبد الله وقدم المزيد من المعلومات أكثر ما طلب منه رحمه الله رحمة واسعة.