نقول يحتمل أن يكون قتادة سمعه من الحسن مرسلاً، ثم سمعه من أَنس موصولاً مرفوعاً، وأورده من الطريقين والله أعلم.
ووَعَدَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنس بن مالك -رضي الله عنه- بالشّفاعةِ له يوم القيامة، وكان يثقُ به ويأتمنهُ على بعض أسراره، وبالمُقابل كان أنس بن مالك -رضي الله عنه- خادماً أميناً، فقد خدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن خدمةٍ، وبقي مُلازماً له -عليه الصلاةُ والسلام- في سفره وحضره، وِسلمهِ وحَربه، واطَّلع على بعضِ خُصوصيّات ولكنَّه لم يتكلّم بها لأحد، وحدَّث ببعضها ممّا لم يكُن سرّاً واجب الكتمان، وكان أنس -رضي الله عنه- يفتخر بِتَلقِيبِهِ -صلى الله عليه وسلم-، فقد خَدَمَهُ عشر سنين، وهي مدّةُ إقامتهِ في المدينة، وروى عنه أكثر من ألفي حديثٍ تقريباً، ثمَّ انتقل إلى البصرة بعد وفاة النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَدْرُونَ بِمَ دَعَا اللَّهَ؟ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى.