إلا أن قوة حمزة وشدته التي كان يقاتل بها بين يدي الرسول في أحد بسيفين وهو يفتك بالمشركين ويردد قائلا «أنا أسد الله» لم تمنع العبد وحشي الحبشي الذي طمع بالحرية عندما وعده بها سيده جبير بن مطعم إذا ما قتل حمزة انتقاما لعمه الذي قتل في بدر، فرماه بحربته أثناء المعركة من بعد، وأصاب أسفل بطنه حتى خرجت من بين رجليه، وسقط بعدها شهيدا كما ذكر ذلك وحشي بعد إسلامه للرسول، حينما أمره بأن يذكر قصة قتله لحمزة، وعلى إثرها أمره الرسول بأن يغيب وجهه عنه ففعل ذلك حتى قبض عليه السلام.
وذكر الواقدي أن معاوية لما أراد أن يجري العين نادى مناديه من كان له قتيل بأحد فليشهد، قال جابر فحفرنا عنهم فوجدت أبي في قبره كأنما هو نائم على هيئته ووجدنا جاره في قبره عمرو بن الجموح ويده على جرحه فأزيلت عنه فانبعث جرحه دما، ويقال إنه فاح من قبورهم مثل ريح المسك رضي الله عنهم أجمعين، وذلك بعد ست وأربعين سنة من يوم دفنوا.
ويقال إنها تبدأ الساعه الثانية منتصف الليل.