اللَّهُمَّ اجعَلنَا كما تُحِبُّ وتَرضَى يا رَبَّ العَالَمِينَ، آمين.
الإحسان للوالدين تتكرر عبارة للوالدين بكثرة، فما المقصود بالإحسان وما هي صوره وأشكاله؟ الإحسان لا بد أن يكون في كل شيء، فالإحسان المقصود به هنا هو أن يؤدي العبد عبادته على الوجه الأكمل باستكمال جميع أركانها وشروطها وسننها وآدابها، فالعبد يستحضر دائمًا مراقبة الله تعالى، فيشتشعر أن الله مطلع على عبادته، فيحرص كل الحرص على القيام بها على الوجه المطلوب، ويأتي الإحسان أيضًا في المعاملات بين الناس، فالإحسان بينهم يكون في حسن معاملتهم كلٌ حسب دوره وعلاقته بالعبد، فالإحسان للوالدين هو برهما بالمعروف وطاعتمها دون معصية ووصلهما بكل الخير والحب، ودفع الشر والأذى عنهما، والدعاء لهما وبرهما بعد موتهما كذلك، وجاءت نصوص كثيرة تؤكد على هذا الخلق الكريم في التعامل مع الوالدين على وجه التحديد والأهمية، فقال تعالى في محكم كتابه:{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ، فكان الوالدان هما أحق الناس بعد الله عز وجل بالشكر والإحسان والطاعة والخضوع؛ لأن الخالق سبحانه وتعالى قرن بين طاعته وطاعة الوالدين وبين شكره وشكر الوالدين، ففي سورة لقمان قال تعالى:{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}.
.