ولماذا كانوا ساكتين عن البناء طيلة هذه القرون من صدر الإسلام وما قبل الإسلام وإلى يومنا هذا؟! وهدموا المسجد المقام على قبر حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ومسجد الزهراء عليها السلام واستولوا على أملاك وخزائن حرم النبي صلى الله عليه وآله.
وما نتمناه من الحكومة السعودية التي بدأت تكتشف مدى خطورة هذه الفكر الوهابي على وجودها ومستقبلها السياسي.
فأي دين هذا الذي يدين به هؤلاء الكفار, بل حتى الكفار لا يقدمون على هذا الفعل الشنيع الذي لا يقوم به سوى الوحوش الذين نُزعت انسانيتهم منهم فالإنسان يحترم جميع الأديان السماوية ويحترم القبور ولكن الوهابيين ليسوا بشرا حتى غير المسلم يحترم البقيع ونجد حتى غير المسلم يجلّ ويحترم قبور البقيع ويقف إجلالا لها فعندما كان ابن رأس الجالوت مع مصعب بن الزبير في دخوله المدينة ومرّا على مقبرة البقيع وقف ابن رأس الجالوت بخشوع لها لأنها ذُكِرت في التوراة وهذا نص الحديث: قال رسول الله ص : يُحشر من البقيع سبعون ألفاً على صورة القمر ليلة البدر كانوا لا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون.
لذلك كبر شأن البقيع وكثر رواده بقصد الدعاء والاستغفار أو التسلية, طبقاً للحديث الوارد: إذا ضاقت الصدور فعليكم بزيارة القبور، حتى أصبح ملتقى الجماعات, وأشبه ما يكون بالمنتدى والمجلس العام، والظاهر أنّ هذه المقبرة ظلّت عامرة بأضرحتها وابنيتها الضخمة والقبب القائمة على مدافن المشاهير والأعلام, حتى جاء ذلك اليوم الأسود! ولماذا ذكر القرآن اقتراحهم دون نقد أو ردّ؟! ابتدئ الدفن في جنة البقيع منذ زمان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وأحياناً كان الرسول بنفسه يعلّم على قبر المدفون بعلامة.
إنّ هذا يدلّ على أنّ سيرة المؤمنين الموحّدين في العالم كلّه كانت جارية على البناء على القبور ، وكان يُعتبر عندهم نوعاً من التقدير لصاحب القبر ، وتبرّكاً به لما له من منزلة عظيمة عند الله ، ولذلك بني المسجد وأصبحت قبور أصحاب الكهف مركزاً للتعظيم والإحترام.
وذلك عندما يقوم الوهابيون بعملية منظمة لهدم الآثار الاسلامية في ارض الوحي.