وَتَأَمَّلْ مَا قَامَ بِقَلْبِ قَاتِلِ الْمِئَةِ مِنْ حَقَائِقِ الْإِيمَانِ الَّتِي لَمْ تَشْغَلْهُ عِنْدَ السِّيَاقِ عَنِ السَّيْرِ إِلَى الْقَرْيَةِ، وَحَمَلَتْهُ وَهُوَ فِي تِلْكَ الْحَالِ أَنْ جَعَلَ يَنُوءُ بِصَدْرِهِ وهو يُعالج سكرات الموت.
وَهَذَا الِاحْتِجَاجُ الَّذِي ذَكَرَهُ أَبُو ثَوْرٍ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ الْأَمْرَيْنِ : الْإِقْرَارِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا مِنْ الدِّينِ وَأَنَّهُ لَا يَكُونُ مُطِيعًا لِلَّهِ وَلَا مُسْتَحِقًّا لِلثَّوَابِ وَلَا مَمْدُوحًا عِنْدَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلَّا بِالْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا وَهُوَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ يَجْعَلُ الْأَعْمَالَ خَارِجَةً عَنْ الدِّينِ وَالْإِيمَانِ جَمِيعًا.
قال أبو جعفر الرَّازِيّ عن الرَّبيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى "يؤمنون بالغيب" قال يؤمنون باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجنَّته وناره ولقائه ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث فهذا غيب كله.
خامساً: الذنوب التي لم يدل الدليل على أنها كفر لا يكفر فاعلها، بل هو تحت المشيئة مهما عظمت في أعين الناظرين.
أقول: إن دعوى الإجماع هذه المنسوبة إلى الإمام الشافعي لا تصح ولا تثبت عنه ولا عن غيره من السلف قبله.
س: لم تعظم؟ ج: صغيرة، المكتوب فيها صغير، وهو شهادة أن لا إله إلا الله، يعني: ما يحتاج إلى سجلٍّ طويلٍ.