معرفة تصنيف السور إلى مكية أو مدنية، يساعد على فهم الآيات القرآنية الكريمة، وتوضيح بعض أحداث السيرة النبوية الشريفة.
قال يحيى بن سلام: ما نزل بمكَّة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يَبلُغ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ فهو من المكي، وما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره بعدَما قَدِم المدينة فهو من المدني.
وسواء قلنا بمكية السورة أو مدنيتها فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رغم ورعه وسعة علمه ليس معصوما من الخطأ، وإنما هو عالم مجتهد، إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر.
وأخرج الترمذيُّ عن عليٍّ قال: ما زِلْنا نَشكُّ في عذاب القبر حتى نزلَت، وعذابُ القبر لم يُذكَر إلا بالمدينة كما في الصحيح في قصة اليهوديَّة.
٢ سورة الإسراء، الآية ٦٠.
اهـ وقد رجح ابن عاشور القول بمكيتها فقال: واختلف فيها فقيل هي مكية، وقيل مدنية، وقيل بعضها مكي وبعضها مدني، فعن ابن عباس وابن أبي طلحة وقتادة ومقاتل: هي مكية، وهو قول ابن مسعود لأنه كذلك رتبها في مصحفه فيما رواه أبو داود كما سيأتي قريبا.