توعد الله الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا بعقوبة شديدة وضح ذلك.. الإجابة
ما المقصود بالفاحشة في الآية الكريمة:ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
تفسير إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ..
ص287
يا دعاة الفاحشة، اتقوا الله
أما علمتم ـ هداكم الله ـ أنه يولد عندنا ما يقارب 80 الف طفل خارج الزواج سنويا، يخضع جلهم لعملية إجهاض سري، ليبلغ عددهم مليون طفل خلال السنوات العشر الأخيرة، 23 ألفا منهم في مدينة واحدة، عثر على عدد كبير منهم أمواتا بين النفايات، أو مختنقين داخل أكياس بلاستيكية؟ أما علمتم أن عدد من يسمين بالأمهات العازبات - عندنا - قد بلغ 27200 عام 2009، وهو ضعف العدد الذي سجل في السنة التي قبلها، 61% منهن تقل أعمارهن عن 26 سنة، و32% يقل أعمارهن عن 20 سنة.
اللهم جنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وطهّر قلوبنا من أن تحب شيوع الفواحش ونقّ سرائرنا واجعلنا ممن يحبون الخير والفضيلة لأنفسهم ولجميع المسلمين في كل مكان.
.
.
«آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «لَهُمْ» متعلقان بمحذوف خبر مقدم «عَذابٌ» مبتدأ مؤخر «أَلِيمٌ» صفة «فِي الدُّنْيا» متعلقان بعذاب.
هذه الآية في ختام الآيات التي نزلت في براءة أمنا عائشة - - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا - من كل ما قالهٌ فيه المنافقون، ; وأنها بريئة من كل هذه الأمور، وأنها عفيفةٌ كل العِفَّة، قال الله - جلَّ عَلاَ-: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، المنافقون عندما قالوا الإفك في عائشة عندما نامت، وسار الجيش أمامها، وقامت وحدها، وكان صفوان بن المُعطِّل هو الذي غلب عليه النوم، حتى أدركها، فحملها على جمله، وقاد بزمام الجمل حتى أتى بها المعسكر، فتكلَّم بعض المنافقين، أو بعض ضعيفي الإيمان، وقالوا ما قالوا، فبرَّأ الله أمَّ المؤمنين من كل سوء، ونزَّها من كل سوء، وردَّ على هؤلاء ردًا جزلاً عظيما، وختم الله القصة بقوله: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا ، أي يحبون أن تنتشر فيهم الفاحشة، ويحبون شيوع الفاحشة، ويحبون القول فيها، ويحبون تلوث الناس بها، فهؤلاء - والعياذ بالله- قصدهم الأذى والسوء، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ، فعليهم حدُّ القتل، ولهم عذاب الآخرة، لأنهم أحبوا إشاعة الفاحشة بين المسلمين، فإن إشاعة الفاحشة ضرر على أهل الإسلام، أن تنتشر الفاحشة بينهم، ; وقذف بعضِهم بعضا، ورمي بعضهم بعضا.