وتسميات السور تمت على ثلاثة مراحل أو على ثلاث أقسام وهي أن بعضها سماها الله عز وجل وأنزل بها جبريل وبعضها أسماها النبي — صلى الله عليه وسلم — والبعض الأخر أسماها الصحابة الكرام وأجمعوا عليها ولا يجوز لأي أحد أن يغير أسم من أسماء السور لأن بعضها سُمى من قبل الله عز وجل والبعض الأخر من قبل النبي والبعض الأخير من قبل الصحابة.
ولم نقف على رواية، أو دليل يشير إلى أن عليًّا -رضي الله عنه-، كان أول من حفظ القرآن، ولكن وردت بعض الروايات أن أول من حفظ القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة، وليس منها علي، فقد جاء في كتاب: الإبانة عن معاني القراءات لمكي بن أبي طالب القيسي، المتوفى 437هـ: وقيل: إن أول من حفظ القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم: سعد بن عبيد، وجمعه من الخزرج: أبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء، وأبو زيد.
حفظ الصحابة للقرآن الكريم أعطى الصحابةُ -رضوان الله عليهم- القرآنَ الكريم المكانة الأولى والمنزلة الكبرى في جميع شؤون حياتهم؛ فبدأو يتسابقون في حفظه وفهم آياته، ورافقوه في ليلهم ونهارهم، وفي حلّهم وترحالهم، وكانوا يلجؤون إليه في استشاراتهم الدينية والدنيوية؛ فقد تيقّنوا أنّه أعظم عبادة يتعبدون بها، وأنّ نصرهم سيكون بالتمسك به، وسعادتهم ستتحقق بالعمل به؛ بامتثال ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، والتخلّق بأخلاقه، والتحلّي بآدابه؛ فلم يكن هدفهم الأساسي هو مجرّد قراءة وحفظ القرآن الكريم؛ وإنّما التمثّل به في كلّ ما يخصهم، كما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقدّم على غيره في كثير من الأمور، فإن أراد أن يؤمّر على قوم أميراً يختار أقرؤهم للقرآن، وإن أراد أن يرسل مجموعة من الصحابة من أجل الدعوة؛ يعيّن أكثرهم قراءةً للقرآن ليكون إماماً عليهم، كما وكان يختار أيضاً صاحب القرآن ليكون متقدّماً في القبر إن اضطر الأمر أن يوضع أكثر من واحد في نفس القبر؛ كما حصل حين دفن شهداء.
القرآن الكريم تم نزوله على سيدنا محمد — صلى الله عليه وسلم — وهو في عمر الأربعين عام كما أن النبي توفاه الله وهو لديه ثلاثة وستون عام ومعنى هذا الكلام أن فترة الرسالة المحمدية المباركة ثلاثة وعشرون عام وتعني جملة الرسالة المحمدية المباركة أنها الفترة التي كان بها سيدنا محمد نبي ونستنتج من ذلك أن فترة نزول القرآن استمرت ثلاثة وعشرون عام ، والقرآن هو الذي أبهر العرب والعجم من شدة بيانه وفصاحته وهو كتاب الله عز وجل الخالد إلى يوم الدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب الرسل.
أول من حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو - عالم المعرفة الانسان مخلوق عظيم بطاقات قمة في العظمة لكن تظل هذه العظمة خافته ما لم يحركها الانسان بالبحث الدائم في معرفة اسرار الحياة وموقع عالم المعرفة يعتبر عامل مساعد على اكتشاف بعض هذه الاسرار والمعلومات ولو بشكل متواضع مرحبا بكل الزوار الكرام في موقع عالم المعرفة almarfh.