لكنه فر إلى مصر وبقيت وعوده بالعودة بالمدد مجرد حبر على ورق.
ووصف النصارى هجمة جلال الدين عليهم أنها أقوى ضربة نزلت بالنصرانية في القفقاز، ويعدونها نظيرًا لسفك الدماء في أورشليم على يد تيتوس إمبراطور الروم على حد تعبيرهم.
وبدلا من أن يزيد النصر الذي حققه المسلمون وحدة إلى وحدتهم ويوثق عراهم أمام الخطر الذي لا يزال محدقا بهم، تنازعوا فيما بينهم على الغنائم التي حصلوا عليها، وعجز السلطان عن تدارك الانقسام الذي حدث، وترتب على ذلك أن انسحب أحد القادة بقسم كبير من الجيش الخوارزمي دون تقدير للمسئولية، وغادر غزنة دون أن يستجيب لتوسلات السلطان الذي بكى بين يديه ووجد نفسه في قوات لا تقدر على مقاومة إعصار المغول؛ فانسحب بها إلى سهل يقع غربي نهر السند حين علم بقدوم المغول بقيادة جنكيزخان إلى إقليم غزنة للانتقام من جلال الدين منكبرتي والثأر لهزيمة جيشه على يديه.
ويبدو أنه جنى تداعيات تفكك الوحدة الإسلامية على إثر حملته على بغداد بهدف عزل الخليفة العباسي، وتعمده محو اسم الخليفة من الخطب والعملات، حيث سفك في سبيل ذلك الكثير من الدماء المسلمة فكأنها اللعنة قد حلت به.
ثم دخلها جلال الدين بعد دمار كامل، ليعود بعدها إلى تبريز.
معركة ياسي جمن تحالف كل من علاء الدين والملك الأشرف وأمراء الموصل وحلب والجزيرة ضد جلال الدين، وأنفقوا ما أمكنهم في سبيل تقوية حلفهم، وساندهم في ذلك الملك الكامل ملك مصر لكنه لم يتحرك لقتال جلال الدين بسبب انشغاله بالصليبيين آنذاك وهجماتهم على سواحل الشام ومصر فاضطر للعودة.