فَمَنْ نَفَى مَا اتَّفَقَا فِيهِ كَانَ مُعَطِّلًا قَائِلًا للْبَاطِلِ، وَمَنْ جَعَلَهُمَا مُتَمَاثِلَيْنِ كَانَ مُشَبِّهًا قَائِلًا بالْبَاطِلِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمَا وَإِنِ اتَّفَقَا فِي مُسَمَّى مَا اتَّفَقَا فِيهِ، فَاللَّهُ تَعَالَى مُخْتَصٌّ بِوُجُودِهِ وَعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَسَائِرِ صِفَاتِهِ، وَالْعَبْدُ لَا يَشْرَكُهُ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَالْعَبْدُ أَيْضًا مُخْتَصٌّ بِوُجُودِهِ وَعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ، وَاللَّهُ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ مُشَارَكَةِ الْعَبْدِ فِي خَصَائِصِهِ.
قوله: في الأمور كلها في الأمور كلها التي فيها شيء من التَّردد، أو في الطريق إليها، أو في عواقبها، أو ما أشبه ذلك، وأما الشيء الواضح الذي ليس فيه شيء، بل معروف أنه خير محض: كالصلاة، وصوم رمضان، والحج، والجهاد الذي يُعرف أنه مشروع، وما أشبه ذلك: كبر الوالدين، وصلة رحمك، والصلاة الراتبة، والوتر، لا يُصلي الاستخارة.
وثالثها: أن يعلم غيره بما يشهَد به ويخبره به ويبيِّنه له.