فأنت من أعظم الأئمة فأتعجب من أن قولك في بعض الأحيان لا يوافق الصواب فالكذب تنطقُ به والسب والشتم والاحتقار والاستهزاء صفة تتراوح عندك كتراوح الحر والبرد لقد تعجبتُ من أفعالك التي تنمي لتناقضك فتحثنا على استغلال الوقت وتنظيمه والعناية به وعدم إهداره ولقد تناقلت.
أعلم طيشنا وقلة تقديرنا للفضل والجميل، ولكن ثقوا تماما أن للمعاملة الجيدة نتائج حسنة وأنتم أعلم.
معلمي الغالي، يا من صنعت منّا جيلًا واعيًا، وربّيت فينا العقل ليُفكّر بطريقةٍ صحيحة ليس فيها أيّ صدأ أو خطأ، فأنت أنشأت في دواخلنا عالمًا من الامتنان لهذه الحياة التي أتاحت لنا فرصة أن نكون طلابًا للعلم، فأصبح بالنسبة لنا سباقًا نحو الرفعة والتطوّر، وأصحبنا نرى بمنظور المحارب الذي يُريد أن ينتصر فيها على ، وأن يضع بصمة في كلّ محفلٍ من محافل العلم، ليكون منّا الطبيب والمهندس والصيدلانيّ والمُحامي، ويكون منّا القائد الذين تفتخر به، وترفع به رأسك عاليًا لتقول للجميع إنّ هؤلاء تلاميذي الذين لم يضع جهدي معهم، ولم يكسروا أملي بهم.
والأجمل أن يثمر هذا الهدف يساوي طموح المعلم.
وبوركت صفحات الكتب التي قلبتها وأنت تنهمك بفكّ الرموز والعبارات.
قال الشاعر: قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا وأقول أنا أن مهنتكم يا سيدي هي أقدس مهن الأرض، فالمزارع يستثمر في الأرض وأنتم تستثمرون في العقول، وأنعم به من استثمار! لك منا كل الثناء والتقدير، بعدد قطرات المطر، وألوان الزهر، وشذى العطر، على جهودك الثمينة والقيمة، من أجل الرقي بمسيرة مدرستنا الغالية.