فى لب «الصحوة» إذًا سكنت المأساة مع الهزل فى حيز واحد منذ البداية.
ولو خلت التعبيرات السلمية والتي يحشد لها عامة الناس من التوظيفات الأنانية لتحول إلى أرقى أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واصبح الوسيلة الأجدى والأسرع لتصحيح المسارات أن غياب المصلحة العامة لصالح الأجندة الخاصة والأهواء الضيقة من شأنه أن يفخخ الدار ويضيع العدالة ويشوه وجه المدينة ويفتح الأبواب والنوافذ للرياح الحمراء والنيران الوافدة لتأتي على الأخضر واليابس فيما يدخل الناس في نوبة من الصراخ والزعيق الذي لا يفيد ولا يسمع له معنى أو قول رشيد غير الدوران بقوة في مكانك الضيق دون غاية أو هدف لتسقط في النهاية في ذات المكان مغشيا عليك علينا جميعا الاستفادة من أخطائنا وتحويلها إلى تجارب إيجابية لتصحيح المسارات وبالذات المسار السياسي والاعلامي المعوج.
مثل الطفل الصغير الذي ينمو جسده، عندما تضيق عليه ملابسه القديمة و أحذيته القديمة تصبح تسبب له ألما في جسده.
والعجيب الغريب أن القنوات المشبوهة والصحف المهاجرة وبعض الصحافة المحلية وبعض المسلسلات التافهة التي يراد لها أن تكون انعكاسا لمجتمعنا كلها تُجمع على حرب هذا التدين الفطري في المجتمع وتقف ضده.
أنت لست الفكر، بل أنت الوعي أو السلام الذي يراقب هذه الأفكار السلبية.
فعند التدقيق فى «فكر الصحوة» لن يجد المرء الكثير من الاجتهادات التى تجارى وتجادل التطورات الهائلة فى مجالات الفلسفة والفكر والعلوم الإنسانية خلال القرون الماضية جديا.