.
فترى إذن من سهولة الغزل بين الرجل والمرأة ما تستغرب أن تراه في حاضرة من حواضر العصر الحديث؛ لأنَّ المتغزِّل البدوي قد يستخفُّ بحواجز البداوة وحواجز الحضارة على السواء، أما الحضري من أبناء العصر الحديث فقد يعرف له حدودًا تثنيه ولا يحسن به أن يتخطاها في بعض الأحاديث والمساجلات، وإن استطاع.
ومن أمثلة ذلك أنه وصف منظرًا رآه في بيت فقال: إنما ينفع المحبَّ الرجاء فبدا لنا أن القافية هي التي جاءت «بالسماء»، وأنه قد خلق المطر وابتلال الريطة بعد أن عرضت له هذه الكلمة في القافية، فلم يستقم له النظم إلا بذلك التبديل، وهو ضعف لك أن تحسبه عليه في نقد الصناعة النظمية، ولكنه لا يمنع أن يكون ذلك المنظر جائز الوقوع وأن يأتي وصفه والشعور به على ذلك المثال، وهذا هو الصدق الفني الذي يحاسب به الشاعر في هذا الباب، ولعله يؤدي بتبديله المنظر معنًى آخر له دلالته في بيان إعزازه للفتاة، التي تجشّم الخروج في المطر لانتظارها، فذلك معنى يستحق أن يوصف وأن يخترع اختراعًا في رواية من الروايات، فلا يعاب من الوجهة الفنية أقل عيب، ولا يلام عليه الشاعر إلا إذا أحال في اختراعه، فوصف المستحيل الذي لا يكون ولا يعقل، كأن يذكر المطر حيث يمتنع نزوله كل الامتناع في أوانٍ معهود، وهو نقص في التخيُّل وملاحظة الواقع يمس القدرة الفنية التي لا غنى عنها لأصحاب الفنون.
فأما أنَّ حقًّا عظيمًا رُفِعَ من الدنيا يوم فارقها عمر بن الخطاب، فذلك ما لا ريب فيه ولا خلاف.
رد بابه يا ربابه.
لا والله لا تخرج إلا بعد أن تتزوجني، فتزوجها وولدت منه ابنين أحدهما جوان، وماتت عنده.